السياسة الصهيونية تجاه مدينة القدس

  • السبت 27 يناير 2018 01:00 م

IMG-20180126-WA0001.jpg

السياسة الصهيونية تجاه مدينة القدس.pdf

ملخص الكتاب

تأتي هذه الدراسة لتبين أن موضوع القدس أحد العناصر الهامة في الإجماع القومي الصهيوني، ولم يعد توحيدها وبقاؤها عاصمة لدولة الكيان موضوعاً للنقاش بين التيارات السياسية المختلفة، بعد أن تبين أن أكثرها اعتدالاً يمكن أن يوافق على إعطاء صلاحيات إدارية معينة للفلسطينيين فقط في حدود بلدية القدس الكبرى، أي في المناطق العربية كثيفة السكان الواقعة خارج حدود بلدية القدس الصغرى.

وقد جاء تأجيل المفاوضات حول وضع القدس النهائي لصالح الجانب الصهيوني في كل الظروف والحالات، واستطاعوا فرض واقع سكاني وجغرافي يرسخ سيطرتهم على المدينة، وتضاعفت جهودهم بوسائل عديدة، حتى من خلال زيادة عدد الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الصهيونية.

وبعد فوز حزب الليكود والنجاح الذي حققته الأحزاب الدينية في الانتخابات الأخيرة، أوائل فبراير شباط 2009، أصبح التنازل الصهيوني في مدينة القدس أصعب مما كان عليه في السابق.

وبالتالي، بات من الطبيعي أن يشكل مستقبل القدس واحداً من أهم المواضيع في المفاوضات الصهيونية- الفلسطينية، إن لم يكن أهمها، فالمدينة تشكل رمزاً هاماً وأساسياً في الصراع السياسي - القومي والديني بين الصهاينة والعرب والمسلمين، حيث جاء إعداد الدراسة في فترة حكم اليمين الصهيوني، بعد نجح حزب الليكود في تسلم زمام الحكم، واجتهد في أن يكون مستقبل القدس والتخويف من احتمال تقسيمها، على رأس القضايا التي طرحها في دعايته الانتخابية.

وإلى جانب تبدل الحزب الحاكم في الكيان الصهيوني، فقد حققت الأحزاب الدينية نجاحاً غير مسبوق، وانضمت إلى الائتلاف الحكومي، مما زاد من تعقيد مسألة القدس، ويحول مصيرها من موضوع مفاوضات شاقة، إلى موضوع مواجهة رئيسي في المرحلة القادمة، ولفترة زمنية طويلة.

وبالتالي فإن توقيت إجراء الدراسة والتحول السياسي في الكيان الصهيوني بعد إنهائها، يمنح دراستنا هذه أهمية كبيرة، خاصة في فهم الرؤية الصهيونية لمستقبل المدينة للأسباب التالية:

أولاً: عدم تغير الخلاف بين الطرفين العربي الإسلامي والصهيوني بالنسبة للمدينة.

ثانياً: الإجماع اليهودي حول مصير المدينة، متخطياً الانتماءات السياسية.

ثالثاً: التزام الليكود بالاتفاقيات التي لم تحسم موضوع القدس على طاولة المفاوضات.

  • أسباب الدراسة وأهميتها: تأتي أهمية الكتابة في الموضوع للمرور على محطات مفصلية مرت في مسيرة المدينة،انطلاقا من:

1- التعرف على الأسباب التي جعلت الصهاينة ينطلقون في تهويد المدينة المقدسة فور احتلالها.

2- التطرق إلى كيفية لجوء الحكومات الصهيونية المتعاقبة لتطبيق السياسة التهويدية، إلى أساليب ووسائل، وعلاقات تنسيق وتعاون مع مختلف الجهات والأطراف ذات العلاقة.

3- متابعة التحول الذي أحدثته الإجراءات الصهيونية للسعي الحثيث لتهويد المدينة.

4- دراسة المراحل المتتابعة التي مرت بها إجراءات تهويد المدينة المقدسة، سواء الإجراءات الرسمية الحكومية، أو تلك التي تقوم بها المنظمات الدينية اليهودية.

وفي حين أن المكتبة الفلسطينية والعربية حفلت بعشرات الكتب التي تناولت تهويد المدينة المقدسة خلال مراحل زمنية متفاوتة، اكتسبت منها عظيم الفائدة بما حوته من قيمة علمية رصينة، إلا أنني رأيت بعض الجوانب التاريخية والسياسية التي ستضيفها الدراسة.

  • إشكاليات الدراسة: هناك إشكاليات حقيقية اجتهد الكثير من الباحثين في الإجابة عن بعضها خلال دراستهم لهذه القضية، تهويد المدينة المقدسة، الأمر الذي تضعه الدراسة ضمن أهدافها للإجابة عنها، ومن هذه الإشكاليات:

1- هل كان انطلاق تهويد المدينة أمرا عفويا، ليس للحكومات الصهيونية دور فيها، أم مخططاً لها؟

2- باختلاف أشكال التهويد التي شهدتها المدينة، طرح سؤال إشكالي: هل كانت الإجراءات الرسمية وغير الرسمية منسقة ومتزامنة، أم كانت متباينة ومتفرقة، أم الاثنين معا؟

3- النتائج السياسية التي أعقبت الإجراءات التهويدية للمدينة المقدسة، هل كان حصادا طبيعيا ومتوقعا لجهود الكيان الصهيوني؟

  • منهج الدراسة: ستتبع الدراسة المنهج العلمي بشقيه الوصفي والتحليلي، ليركز على التحليل بصورة معمقة بالقدر الذي يخدم فكرة الدراسة وأهدافها، مبتعداً عن الجانب السردي إلا بالقدر اللازم لتوضيح بعض جوانبها.

وسيستعين البحث بما صدر من وثائق وبيانات، بالإضافة إلى البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومات الإسرائيلية، والتقارير الصحفية التي تصدر تباعا عن وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والإسرائيلية، فضلا عن الاستعانة بمجموعة قيمة من المصادر العبرية، وعدد آخر المصادر الأجنبية المترجمة، وأخرى عدت إليها بلغاتها الأصلية، مع الرجوع إلى عدد كبير من التقارير والدراسات التي نشرت في دوريات وسياسية واجتماعية.

وتجدر الإشارة إلى أن تسارع الأحداث في المنطقة، خاصة في العلاقات الصهيونية الفلسطينية، يجعل من أي دراسة حول مستقبل المدينة المقدسة، وما يتعلق بها من تطورات سياسية مهمة صعبة، ولذلك، ستركز دراستنا على المواقف العامة والخطوط العريضة للحكومات الصهيونية والأحزاب السياسية، دون أن نولي ذلك الاهتمام للأحداث الصغيرة المتناثرة المتعلقة
بالموضوع إلا بالقدر الذي يخدم الهدف الرئيس، بتوضيح الرؤية الصهيونية لمستقبل القدس.